الجمعة، 27 مارس 2015

النظام.. لـ منى لاشين

النظام.. لـ منى لاشين



في ذلك الصباح الربيعي استيقظت فتاتي باكرا ،وعلى درجات سلم المستشفى الخيرى(هكذا كتب من فوق رأسها مباشرة) ،لفتاتي نظام خاص ومبادئ نعم تلك الجميلة الشقراء التي أسمرت من الشمس فأصبحت حمراء فاتنة ، الأنثى الفرنسية القوام ،أحمر قصير شعرها ،ملامحها كالقمر بدرا في يوم تنكسف منه الشمس من جمالها... رثة الثياب بيتها الشارع ولكن النظام نظام كعادتها تأخذ حمامها الدافئ تحت دفئ الشمس الصباحية الساطعة هناك أدواتها الحجرة من الطبيعة والماء من خيالها والتنظيف يتم بتلك اليدين الرقيقتين الصغيرتين من فوق ملابسها جالسة في استرخائها المنظم وتلف بالحجرة في حركات دائرية تنسج نغماتها على كل إنحاء جسدها ! فهذا نظامها.
 
 نعم الروح لا تتعلق بالمادة الروح نور من الله في قلوب خلقه جميعا.
ليس المطلوب مضغ كلمات وتنسيق الجمل. أو التغني بمواقف وبطولات السابقين، إن العمل المطلوب أسمى وأعلى من مجرد ذلك.
 
ليس من الإنسانية الاستكانة والترقب وتحريك الشفتين اعتراضا وصراخا . أريد من تلك الأرواح هنا أن تعمل لفورها ،فقد صرخوا مسبقا وتحدثوا وتسامروا وتعارفوا فما بقى غير التحرك للخطوة التالية ،فما بالهم مازالوا يصرخون ويتشاكون يتباكون كثيرا دائما ،أتساءل إلى متى ستظل المواقف بداخلهم مشحونة و هم قد عرِفوا وذاقوا مسبقاً معنى التحدث والمواجهة وكيفية التصارع المهذب والفوز الإنساني المسموح ، عجبي هنا أنهم يستكينون ويخملون عودة مرة أخرى بحجة أنهم ينتظرون النظام!!.
 
من خلق النظام والمفروض أوليس السابقون ونحن ؟ ..،ولكنه ليس بإيادينا ؟، لكننا مازلنا نسير في دروبه وفق نظامهم ونظامنا  .
 
عندما أغرمت بصوتها الشجي العتيق عرفت من النظام أنه صارم مجتمعنا وضد ذلك العشق القديم فكيف وكيف ؟ لكن كلامها وهدؤها وعتقها كان أقوى فحاربت بإنسانية ، وعرفت أن ذلك ليس نظام إنه الطغيان ،في بيت السناري الأثري تفوح معماريته عتق  جمال ونغم تلك الآلة فذاد من العشق عشقاً ،فعرفت مع صوتها في جو عتيق  طبيب الأسنان والفرنسي وطالبة اللغات وفنانة التصميم اشتركوا في عشق تعلم أوتار نغمات العود فعرفت وأيقنت أن ذلك هو النظام حقاً.

ليست هناك تعليقات: