الجمعة، 27 مارس 2015

إلى رقي الروح.. لـ منى لاشين

إلى رقي الروح.. لـ منى لاشين



تتآلف الأرواح حينما تصدُق مع نفسها حقا فترى الخير في حضرة الأرواح الصادقة وفى وجوه أصحابها ،فلن ترى ذلك بمجرد النظر بالعين فقط لأن العين أحيانا ترى في الذميم جميلا.."فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ " 46 الحج، بذلك فإن الذي يرى هو القلب حتى مع وجود العينين وكلما كان القلب صافيا نقياً تلقائيا كلما كانت قدرة الرؤية أرقى وأنقى ،ربما تصل بالارتقاء والعلو إلى جلاء البصيرة وزوال الغشاوة .،،فمن يرى القبيح جميلا والجميل قبيحا فكلاهما على غير هدى..
 
الترقي حينما تأملته ليس هو بسلوك درب واحد والتمسك به بالرغم من أنى أجده واجبا ،فمثلا التمسك بالصبر ووصوله الى الروح والقلب والنجاح فيه يرقى ويفتح لنا باب الرحمة ، والرضى يؤدى إلى الصبر ، وكأنه تجد أنها أبواب متصلة أو محطات واجبة الولوج فيها والدخول بكل الكيان والروح إليها ، فحين التخلي عن ذنب ما أو أمر مضر أو لإتباع المزيد من السنن الحسنة فذلك كأنه يفتح باب خير يليه باب آخر وهكذا تترقى في المراتب والدرجات والمشاعر تكون أصدق والحياة تبلغ بك غايتها من الوجود .
 
والتلطف مع النفس والرفق بها يساعد من نموها وترقيها ، أما التوبيخ يؤدى تباعا إلى وسوستها وإعيائها ومرضها فلا تترقى فتقف وتتدهور ،التلطف بالنفس ليس بمنع المراجعة والاستفادة من المواقف والخبرات ،فالمحاولة والخطء من أساسيات دروب العلم فكيف تتكون المعرفة والخبرات  دون التجربة والاحتياط بالتدبر .
،لذلك فالعودة إلى الروح هي بالتلقائية والرجوع إلى فكر الطفل في حالاته عند السؤال والتجريب والاكتشاف واستخدام الحواس لتسيطر المشاعر وتعود مرة أخرى اليك .
 
الهدوء والتلقائية وحالة التأمل والتفكر أجدها لب الإيمان وهو قمة الاستسلام وطريق الوصول  بإذن الله ،فمن أعمل فكره الصافي دله ذلك إلى طلب أعلى المقامات و ترك الرضى بالنقص . قال المتنبي:
ولم أرى في عيوب الناس عيباً
كنقص القادرين على التمام 

ليست هناك تعليقات: