الفجوة.. لـ منى لاشين
متفقين ان الحياة مراحل ومستويات ،وأن لكل مرحلة في الحياة ضرورة ،ولكن إذا قمنا بتقسيم مراحل هذه الحياة فانا من صفوف عدم التقسيم إلى مسميات وهميه ،ترديدها والموافقة على قولبتها ووصمها بصفات يدخلنا مدخل سيء أولاً ،وغير صحيح وغير واقعى ثانيا،وأجدهم مساكين من يسقطون في تلك الدائرة.
بمعنى أننا إذا قررنا كأفراد نشكل ثقافة مجتمع ،مثلا أن نسمى مرحلة ما أنها الطفولة وأنه حتى سن الثامنة نعتبره طفل ،فنقوم بوصمه ( نعم ذلك وصم) أنه لا يفهم بعض الأمور مثل تلك المواضيع الكُباري شويه ،وليكن الكلام على تقسيم مصروفات الشهر فبالتالي تهميش وجوده كفرد وذلك لأنه طفل ولا يفهم وبالتالي تبعات وتبعات لا تحمد عقباها بعد ذلك ، والقياس على ذلك كثير من ممارسات ووصمات ، حتى أنها تلغى التقسيمة بتاعتهم اصلا،تؤدى في النهاية ان كل مرحلة قسمها المجتمع ليها صفات ،وحتى اذا الانسان الكائن المذهل لم يشعر بها وتفوق عليها، لكن تعيده حالة المرحلة لنقطة مابعد الصفر ،إذا دخل في متوسط العمر مثلا يبقى زى ماقال الكتاب ،أنا في مرحلة الكآبه ثم التجاعيد ثم انقطاع صلتى بالسعادة والضحك ولازم أكشر علشان أكون حكيم وجد ،ولابد من ممارسات شبابيه فأنا في (أزمة منتصف العمر) ،على أساس أنها أزمة فعلا ،وأن الممارسات الشقيه او الخاطئة هى من فعل الشباب ،كلام فارغ، وضرورى كمان من ضلالات وبضع انفصالات ما أنزل الله بها من سلطان،لا وكمان خلاص هنموت في سن معين وربط الموت بسن سبحان الله.
بالرغم من أنه بيولوجيا وعقليا ونفسياً سليم ولم يتحول للمراحل المفروضة ،وذلك يوصلنا الى نقطة النظام والنوذج الذى نقوم بوضعه ونسير عليه .
قال الشباب لعلنا في شيبنا
ندع الذنوب فما يقول الأشيب؟
صح جدا ، الشباب شباب القلب ؛مانا اصلى ياما هربت واطلعت أجرى مذعورة من انى اتعرف على ناس قلوبهم عجوزة وهما في العشرينات ، عجوزة بمعنى عاجزة ومملة وكئيبة ، وياما قعدت مع ناس في الثمانينات وموقفنا الضحك والكركرة وكأنهم عندهم سنتين لسه يدوقوا طعم الحياة ويجربون الحياة وكأنها أو مرة يحيون، وبالرغم أنه عادى وممكن ان حالات التقسيم تكون دائرة يدور بداخلها الأنسان فقال سبحانه وتعالى في ذلك في سورة الروم:"للَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ
54
وذلك لترى ان الله قدير وتؤمن بقوته وحكمته عليك أيها الضعيف بدئا ونهاية ،فالنمو الجسدي يشبهه العقلي والنفساني أيضا في التدرج فتضعف وتقوى ثم تضعف وهكذا ،حتى ترى حكمة أنه في كل مرة تتعلم فتنمو فتنتقل لمرحلة أخرى في التقسيم ،وهذا التقسيم أنضم لصفه ليس لكل مرحلة سمات ولكن لكل مرحلة درجات نمو .
فالعاقل من إختار فهم نفسه ليتقبل غيره فيما بعد بسهوله فينضج بعد ذلك تباعا ،فمعايشة الحزن والضعف والقوة والرفض هي قمة الانسانية ،فرفض الآخر ووصمه وتهميشه هي ابتداء وصم للنفس وتهميشها قبل الاخر، القدرة على تكرار نفس العمل بلا نهاية وعدم الانتباه لاكتشاف الانسانية والالتزام بالمعتقدات الغامضة اللاعقلانية اصلا هى قمة ضعف الانسانية فأقبلها ،فلا هي الفجوة المميتة المغرقة بل هي مطمئنة لأنه سيأتي بعدها القوة.