السبت، 27 ديسمبر 2014

الفطرة.. لـ منى لاشين

الفطرة.. لـ منى لاشين

 الفطرة مقياس نفسي كامل، تلقائيا يعرفك كل جوانب نفسك المضطربة والناقص فيها وماذا يكملها وتحتاج اليه ،فيها توجيه ذاتي دون الحاجة لتوجيه أحد او مساعدة ،قال تعالى "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا"
يعنى اذا فجرت النفس يلهمها الله انها فجرت ،فيشعر بالضيق والكآبة وتأنيب الضمير وتعذبه نفسه ذاتيا دون توجيه من أحد .

فالإنسان خير بطبيعته قال الرسول صلى الله عليه وسلم :"اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ) ." من أحاديث الأربعين النوويه.


 عن عمر رضى الله عنه قال : رحم الله امرءا اهدى الى عيوبى ،وقال تعالى :

﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾فصلت
.........
العنكبوت ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )

........

﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ﴾


اما فرويد ولورانز قالوا بأن في الإنسان غريزة للعدوان ؛ وسيراز لومبروزو يذهب إلى أن البعض يولدون مجرمين بالوراثة ،وتلك الأقاويل تعطي فكرة سلبية ومتشائمة عن طبيعة الإنسان.

ماهي الفطرة تحديدا هنا ،أقصد بها طبيعة الإنسان حين لا يتدخل أي تأثير آخر سلبي أو حتى إيجابي لتوجيهه ؛ الفطرة السليمة الطبيعية هي التي تميز الغريزة الانسانية عن بقية الغرائز الحيوانية ،فاتكيفه مع الحياة وبيئته مختلف مع تكيف اى كائن آخر بل و مميز أيضا ،لكن الفطرة لاتعني الكمال وتعني حب السعى نحو الكمال ،ففروم وماسلو أعطونا فكرة إيجابية عن الطبيعة الإنسانية وأكدوا على النواحي الخيرة والإيجابية في الطبيعة الانسانية.

فكما أن للإنسان إستعدادا فطريا للخير ،فيه أيضا إستعداد لتعلم فعل الشر إذا وجد في ظروف مساعدة على ذلك إجتماعية وتربوية وثقافية يتعلم منها الاخلاق الرذيلة وأفعال الشر.
 وعلى ذلك فإن الضيق والكآبة وتأنيب النفس علامة إيجابية للعودة لطريق الفطرة وتفتح لك أيضا طريق الله  للمحاولة للوصول وتشبعك بخلافة الله وقربه ووصاله وليملئك بنوره.