كثيرات هن من يعشن الحياة ويعتقدن أن
الهدف الأوحد للنجاح تنفيذ مراحل حياتهن بطريقة ما قد يكون من ضمنها المقارنات
لحياة أخريات أو مجرد تلقى التوجيهات من إحداهن أو حتى إختيار طريقة ما من أنفسهن
، سأغوص فى حياة البعض منهن فى رحلة قصصية سردية قصيرة لمجموعة منهن ...
بعدما استيقظت سئلت نفسي ، هل أنت مازلت
هنا بالحياة ؟ وجلست لأتأمل يومي ،خطر فى بالى فنجان قهوة سادة ممزوج بقطرات من
ماء الزهر ،جلست أحتسيه أمام الياسمينة الراقصة لأراقب مداعبة نسمات الهواء لها
وتمايلها بنعومه ودلع ،وجدت نفسي فجأة أركض وراء خطواتى بعد هاتف أذهلنى بأن
العيادة أمتلئت بالعديد من السيدات دخلن
جميعهن فى نفس الوقت لديهن نفس الموعد وغالبا نفس الاستشارة النفسانيه.
دخلت من الباب الخلفى أنظر من بعيد لأجد أن كل
واحده جلست اليوم بمفردها صامتة على غير عاداتهن وبالاحرى طبيعتهن ، لأسمع فجئة همهمات
بدئت فى خلفية حياتهن ظلت مستمرة فى العقول صدى صوتها يقول:"شرط قبولنا لك
وسطنا ورضانا عنك أن تنفذِ ما تخبره لك خبراتنا
وكلماتنا ،كونك مختلفه يعنى أنت فشلت أن تكونى جيدة مثلنا تماما ".
دار فورا فى عقلى تلك الكلمات :"الأنثى
فى مجتمعى تأتى محملة مثقلة بعادات وتقاليد وجملة أفكار وأهداف حملتها منذ أدرك
العالم أنها أنثى لتكون قوية جيدة عفيفة السمعة ، لا تكون علاقتها بتلك الكلمات
موافقة أو إجبار ولكن هى جزء لا يتجزء ومشترك إجبارا أو إختيارا ليس قضيتى فى البداية
لكنه هو المفتاح للنهاية وتلك ليست كلمات للحكمة ولا جمل متراصة لفلسفة الأمر ، ولا أاهات صارخة إنما هي الحقيقة
شئنا أم أبينا ".
نظرت فوجدت الأنثى ملئت انفاسها الحياة
ولكن لكل واحدة منهن شكل وعمر وطريقة مختلفة عن الأخرى ، فتذكرت قصة كل واحدة منهن
فى قصاصات عاجلة فى عقلي :"إجتمعت الأنثى سيدة المنزل التى تتزوج من أجل
الزواج التقليدي للعب دور مشابه لحياتها فى الطفولة الذي وعته جيدا ، والأنثى
القوية العنيدة صاحبة الإرادة والقرار المدبر بعناية التى لا تسقط أبدا ، والأنثى
الثرية علما ومالا والتي تلهو وتعيش فى نفس الوقت ، والأنثى المحتارة التى تسقط
مرارا بفضل مقارناتها المستمرة التى لا تنتهى ، والأنثى ضيقة الافق التى تريد أن
تفوز دائما ودائما ،و التى تبحث عن المشاعر أو أى شئ آخر الهاربة من المسئوليات ،
والأنثى التي تريد فهم الحياة ساعية بمفردها . كلهن أجتمعن فى أوقات مختلفة بأعمار
ومراحل مختلفة، بتجارب وقصص ونهايات يريدن أن تكون واحدة وهي ..الأنثى القوية دائما
.
لتستمر القصة سريعا فى متابعة حياتهن ففى
الواقع.. أن الأنثى سيدة المنزل تعيش صراع الحرب للفوز ، وصاحبة القرارا العنيدة
يئول بها الحال لتعانى من آثار التفكير المستمر فى كل جسدها، والأنثى الثرية تهرب
من سقطاتها بالمزيد ، والأنثى المحتارة تدور فى دوامة الحيرة حتى تسقط مغشية عليها
، والأنثى الباحثة تستمر فى اللهث وراء شئ ربما لم تحدده بعد حتى لكنها تبحث .
لتجتمع كلهن مصادفة فى نهاية واحدة أنهن
مستمرين فى صورة أشباح عليها تراب ملوثة بسواد ما ، لكن حينما رفعوا أعينهم لحزم
حقيبة مكاسبهن نظروا فى الطريق للخلف فوجدوا ورائهن المشاعر التى ماتت وتساقطت واحدة
تلو الواحدة رغبة فى الاستمرار فسمعن قديما لكى تكونى قوية يجب أن تقتلى جل مشاعرك
بالرغم من أنها أنت ؛والأولاد الذين ملؤا الحياة بهم مكسورين كالزجاج من بعدهن
محملين بتجاربهن مجبورين – لأنهن سمعن قديما خلفي قد ما تقدرى ،واربطيه بالعيال ؛
وعدة أيام من سنوات لم يشعرن فيهن بشئ ولا حتى بدقات الزمن قضينها فى التضحيات
والقلق والمقارنات والشك والمسئولية ووو..، وحملن وجها شاحبا مجعدا وعيونا ملتهبة
كالنار وأستمرين فى القول أنا القوية الفائزة الرابحة على الدوام ولن أنهزم أنا
صاحبة العرش .
وهجمت على عقلى خاطرة أخرى :" للأنثى فى الطبيعة ووفق
الخلقة مهام موكلة إليها وللذكر أيضا
وكلما أختل النظام إختل التوازن فى الحياة وظهرت التناقضات على السطح وعبرت
الطبيعة عن أناتها وآلامها بالاختلال فى نظام الحياة ومقياسي هنا هو المشكلات
النفسية والمشاعر المحملة فى الأنفس حتى ضاقت بها القلوب "
وبعد ذلك تذكرت أننى قلت لكل واحدة منهن
على نفس الموعد من دون قصد ، ووقفت مساعدتى تسئلنى ماذا سوف نفعل؟ قلت لها ألغى المواعيد النهاردة ، وعدت مسرعة
لأكتب ، فماذا عسانى سوف أفعل تركتهن
ينظرن لبعض ...
منى لاشين
17-10-2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق