الأربعاء، 25 فبراير 2015

وفي أوقات ضعفك


وفي اوقات ضعفك

حين ينقطع الوصال وينقطع الهوى عن الآمال ، وكأن حال القلب ألم به ما لليل من ظلمات ، وفي ذلك الحال يكون الضعف ويصيبه ما من نصيبه من آلام الوهن ، ويالها من مْهلكه الغرور ، إذا ما رضي به القلب ساكنا وإستقبله ضيفاً مُهلكا .

فالكبرياء لله وحده ، وحين إستخلف البشر فى أرضه ، فكرمه بذلك الاستخلاف فجعل له من صفاته نصيب ودليل ،-ولله المثل الاعلى - فكانت الدنيا متاع الغرور ومن إختارها هلك فى غروره وهى منه براء.

عجب العجاب حين تتعلم من أن فى تبدل الايام ومن تغير الأحوال تدور دائرة الحياة ليتغير من كان فى حال الى حال وفى ذلك قانون للحياة ، فحينما تختار أن تأخذ منها جانب الغرور وتنسي حين كنت فى ظلم المغرور ،وتركض كوحش مصاب ينزف من هوى قديم لتحقق لذةٌ لا تستديم ..!!

 ، وفي ظل ما كان من خصال فى قلب سكنه جرح واستاف الغرور صديقا ، يبعد من نور القلوب ويحل الظلام، ويأتوا ممن هم في غرورهم وتبعاته ،جلساء ورفقاء،فيزداد الهلاك حينها أضعافاً فلا خير فى رفقة مثل تلك .

حين دنو الضعف الى القلب وذهاب القوة فإن مجالسة النفس والتفكر والاستسلام فيه من النجاة قرب ، فذلك الخير ، اما مرافقة المغرورين والمتكبرين وتقبل نصحهم فيه من الشر الكثير.

فلا يكون تبدل الحال ، من الضعف والاستكانه ومصاب الظلم ، الى التكبر والغرور ومشاهدة القوة الخيلاء الزيفة نجاة ، لكن يكون الفضل في إكتساب المزيد من الصبر وإستحسان الضعف فذلك منفعة لتقوية النفس والترقي من النور الى النور لا الى الظلمة والغفلة ، فدوام الحال من المحال..!!

فحين ترفع عينك تطالع الأشجار ، وتجد أن الخريف أهلك الأشجار وتساقطت الاوراق وافترشت الارض موتاً وهلاك ، وإستحالت الألوان البديعة الخلابة التي تسلب القلوب حيائها إلى الإصفرار الذي يكئب الأنفس ضيقا وكدرا، فينقبض على اثرها القلب خوفاً فيذهب الإطمئنان وتستحيل الحياة هكذا ..، فصبرٌ جميل ..،حتى بين ليلة وضحاها وغفلة وانتباهة ،فيعود الرخاء والحب علوا ابدع مما كان جمالا وجنه ربيع هل ، تزهوا فراشاته وتلون السماء بمرحها ورقصها ،  وتعلو من فوقها  إصفرار الشمس في وهجها ودفئها عزف الحان ...فمن رحم الخريف إزدانت الأكوان . فهل تعتبروا يا أولى الألباب .



الثلاثاء، 17 فبراير 2015

أين أجلس؟؟!!.. لـ منى لاشين

أين أجلس؟؟!!.. لـ منى لاشين



كما نعلم فى الأمور كلها ، أن خير الأمور أوسطها يعنى الإعتدال فيها وما دون ذلك يؤدى إلى العلة والمفسدة.

عن ماذا الإعتدال والتوسط إذ أجده اليوم في مخالطة أصناف البشر ،فإذا اخترت مخالطة الناس نجد اسلافنا قالوا بأن الكتاب خير جليس فما قالوه ليس بهوى او ضلاله إنما  هو كنز حقا ، إنما لابد من صنوف وألوان البشر فنجد الجليس الصالح والجليس السؤ في السيرة .

وعند التفكر فهل يحل هجر البعض أو هجرهم جميعا ، فإن ذلك خير حينما تكون مجالستهم تجلب الشر وسئ الفعل وسئ القول ، وهجرهم جميعا نجده عند صعوبه السيطرة على النفس وذلك فى ضعفها فإن مجالسة النفس خير والعمل على تطويرها وترقيتها خير من مجالسة بش خبثهم أكثر من طيبهم ،نار حسدهم حارق ،لايشكرون،ولاينصحون إنما يضلون ويفسدون ،ولا يواسون فأكثرهم لايسمعون ولا يشعرون قلوبهم مظلمة لارقة ولا عذوبه فيها ظلام دامس ..،مجالستهم حزن ولا نور وتبسم ، ضحكاتهم غضب وصراخ، يرون فى الخير شر ويبغضونه ...،تضيق الصدور بمعاشرتهم ،تكدر الدنيا فى وجود ريحهم ،الشر والمصائب ألسنتهم ،لايسترون ...، الخير في البعد عنهم .
"فسيروا في الأرض “.

 وعندما تلونت السماء بضحكات العصافير بألوانها الممتعه مزقزقة فرحة ترقص في دوائر كأنها الألحان تؤلفها ،من شجرة الى زهرة تداعب الفرحة ،تطل مرة على البحيرة ترتوى بمائها العذب وتعطيه رقصة الحياة فضلا، وأخرى تأخذ من الورود ندى الصباح هدية الحياة ....كانت هذه لوحة ترويها عين لقلب صافى رأى في الجمال جمال ، لم يعرف لغضب السماء كلام ولا بحرقة شمس شعر ،فكان ذكر الطبيعة رطب لروحه فعلى وارتقى