الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

على هامش المسؤلية


البعض يُرجع أصل المسئولية بإعتباره كمبدأ أخلاقي يعنى بذلك أنه نابع من الأصول والجذور الثقافية لمجتمع ما ،ولأن الأخلاق نابعة من التربية التى بدورها قائمة على التعلم الذي في غالبه يلعب بفلسفة الثواب والعقاب كأسلوب يطبقه بعض البشر بإعتباره صحيح وبعدوا عن الأسلوب المنطقي الصحيح في التعلم بالتحاور والاقناع والتجربة والخطء وفي نهاية سيناريوا التعلم الخاطئ نصل لنقطة أن المسئولية لعبة يساء التعامل معها .

في الغالب اول ما اسمع المسئولية يقفز في ذهني وفورا الوعي وهو يعتبر حالة للعقل يكون فيها مدرك ومتواصل مع محيطه الخارجي ،ونجد حقيقة أن الوعي بيذداد مع العلم عند البشر فكل ما العلم قل قل معاه الوعي والعلم المقصود بيه هنا فكرة التعلم وإستيعاب الخبرة من المواقف فنتفق مع وجود الوعي تتحقق المسئولة ،يمكن لاحقا نتحدث عن هذا الوعي .

نرجع تاني للمسؤلية عند تطرقنا لها مرة أخرى نعود لفكرة المسئولية عن قرارتنا وقدرتنا على تحمل ردود الأفعال عن إختيارنا وهكذا..، فنعود من تاني لنفسر ذلك بربطه بالجذور الثقافية حيث وضع الاعتبار هنا اولا عند مجرد التفكير فى القرارات حتى وليس الشروع بإتخاذ القرار ،نتجه للمجتمع ورد فعل المجتمع وتقبل المجتمع لي وهل يستقبلني الناس طيب وإن غامرت ولم يتقبلنى الناس حاقدر أصمد لأى نقطة ... وفي الغالب نلغي هنا أنفسنا فلا تفكر فى الاجابة على اسئلة مثل هل سأقوم بما أقوم لنفسي وهل سيجدى لي نفعا وهل سيجدى ضرار ما مقداره هل جيد او مؤلم طيب هو انا راضي وكثير من الأسئلة التى تقرر لنا حقيقة أن الوعي والتواصل الداخلي يكاد يكون ملغي وأن الثقافة والجذور والناس ليهم الاعتبار والاولوية وبتضيع انت داخل الدوامة ؛لكن يعود الوعي وندى التغيير ليضع حد وليرفض تفسيرى هذا لينتشر بين جنباته أغاني مثلا - مايستهلوشي - وتبقى هاشتاج بعد كلمات ومواقف بيرفض بيها البعض سيطرة جذور لثقافة غبية فى عقولنا خلاها المجتمع واجب فرض مراعاة التفكير فيه لا مفر .

 بيقودنا الكلام هنا  لمسيرة التغيير لكن وعلى أية حال أولى بينا نتجه إلى الصدام بين المسئولية والحرية بنلاقى عنها في التراث الأفلاطوني أنها بتمثل عنده مبدأ مطلق وأزلي ،ولقيت عند "جون بول سارتر" بيقول أن الإنسان لا يوجد أولا ليكون بعد ذلك حرا، إنما ليس ثمة فرق بين وجود الإنسان ووجوده حراً. اتفق هنا معهم وأختلف في نفس الوقت ...ونرجع نحسم القضية من تاني بين مفاهيم غالا في الوقوف معاها وأختلف وأتفق بشكل مذهل  مجتمعنا ،ونعترف فى النهاية بنتيجه انه شوه وقتل وإنتهك صورة الفطرة من اول ما بدأ يتنازل الأنسان عن حقوقه البشرية الطبيعية لحد ما رضخ للواقع المهين لذاته بصورة تلقائية كده ،وبدئت هنا تتعمق فكرة العبودية من ضعف القدرة على تحمل المسئولية تحت مسمى المسئولية وحرية الاختيار فنوصل لمرحلة الجدل بين السيد والعبد عند هيجل فكلما إذداد العبد عبودية إزداد السيد وحدة ..فموتا. أو ننتهى أن الفطرة تثور للتغيير لدرجة وصولها للموت في سبيل الحصول على الطبيعة من تاني في العادي مافيش خط مستقيم بتمشي عليه الحياة لكن حياتنا فى كرفات زى رسم صورة نبض القلب فالمسئولية صعبة ومعزورة لما تقيسها بالمجتمع لان ده مش طبيعى لكن لما تقيسها بمعاييرك الحمل مش هايكون تقيل ساعتها بتقل جذور مش ضروريه أبدا ....
 نشر في  ...
 http://www.al-mowaten.com/ar/news/48118
 

السبت، 27 ديسمبر 2014

الفطرة.. لـ منى لاشين

الفطرة.. لـ منى لاشين

 الفطرة مقياس نفسي كامل، تلقائيا يعرفك كل جوانب نفسك المضطربة والناقص فيها وماذا يكملها وتحتاج اليه ،فيها توجيه ذاتي دون الحاجة لتوجيه أحد او مساعدة ،قال تعالى "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا"
يعنى اذا فجرت النفس يلهمها الله انها فجرت ،فيشعر بالضيق والكآبة وتأنيب الضمير وتعذبه نفسه ذاتيا دون توجيه من أحد .

فالإنسان خير بطبيعته قال الرسول صلى الله عليه وسلم :"اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ) ." من أحاديث الأربعين النوويه.


 عن عمر رضى الله عنه قال : رحم الله امرءا اهدى الى عيوبى ،وقال تعالى :

﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾فصلت
.........
العنكبوت ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )

........

﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ﴾


اما فرويد ولورانز قالوا بأن في الإنسان غريزة للعدوان ؛ وسيراز لومبروزو يذهب إلى أن البعض يولدون مجرمين بالوراثة ،وتلك الأقاويل تعطي فكرة سلبية ومتشائمة عن طبيعة الإنسان.

ماهي الفطرة تحديدا هنا ،أقصد بها طبيعة الإنسان حين لا يتدخل أي تأثير آخر سلبي أو حتى إيجابي لتوجيهه ؛ الفطرة السليمة الطبيعية هي التي تميز الغريزة الانسانية عن بقية الغرائز الحيوانية ،فاتكيفه مع الحياة وبيئته مختلف مع تكيف اى كائن آخر بل و مميز أيضا ،لكن الفطرة لاتعني الكمال وتعني حب السعى نحو الكمال ،ففروم وماسلو أعطونا فكرة إيجابية عن الطبيعة الإنسانية وأكدوا على النواحي الخيرة والإيجابية في الطبيعة الانسانية.

فكما أن للإنسان إستعدادا فطريا للخير ،فيه أيضا إستعداد لتعلم فعل الشر إذا وجد في ظروف مساعدة على ذلك إجتماعية وتربوية وثقافية يتعلم منها الاخلاق الرذيلة وأفعال الشر.
 وعلى ذلك فإن الضيق والكآبة وتأنيب النفس علامة إيجابية للعودة لطريق الفطرة وتفتح لك أيضا طريق الله  للمحاولة للوصول وتشبعك بخلافة الله وقربه ووصاله وليملئك بنوره.